الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة بين سخائه وأخطائه في الإفريقي: من يقدر على سليم الرياحي؟

نشر في  09 أفريل 2014  (21:24)

تتردّد أخبار في كواليس من يسمّونهم كبار النادي الإفريقي، أنّ هناك من إنطلقوا في تشديد الخناق على الهيئة الحالية لإلزامها بعقد جلسة عامة إنتخابية في القريب العاجل من أجل سحب البساط من تحت قدمي الرئيس سليم الرياحي كردة فعل منهم على تردي النتائج وتدهور الوضع في فرع كرة القدم وبقية الفروع الأخرى..

لكن بعيدا عن لغة العاطفة وعمّا يدور في أذهان هذا أوذاك من نوايا بريئة أو خبيثة، نسأل من موقعنا في «أخبار الجمهورية» دون تملّق ولا إنبطاح، من هو الرجل القادر حاليا على الإضطلاع بمهمّة سليم الرياحي؟.. ومَنْ مِنْ «شيوخ الإفريقي» بإمكانه توفير المليارات التي صرفها سليم الرياحي؟
صراحة، لا نخال وجود أحد من الذين تطربهم كلمة «كبايرية» قادرا على توفير المال الذي صرفه الرياحي على الجمعية، كما نؤكد أنّه في صورة ما نجح «المعارضون» في الإطاحة بالرئيس الحالي من بوّابة الجلسة العامة أو غيرها، فإنّ الإفريقي لن يجد السيولة الكافية لتصريف شؤونه الكثيرة والمتعدّدة، ما قلناه لا نعني به الدفاع عن شخص سليم الرياحي، ولن نلبس مستقبلا أيضا «روب» المحاماة لندافع عنه(لأنّ هذه المهام من إختصاص أطراف أخرى)، بل ذلك هو الواقع الذي لا يجب طمسه أو نكرانه...
أخطاء بـ«الجملة والتفصيل»!
صحيح أنّ سليم الرياحي كان سخيّا وكريما مع الإفريقي، وأغدق عليه الشيء الكثير، لكن الصحيح أيضا أنّ هذا الرجل كانت أخطاءه بـ «الجملة والتفصيل»، ومنها أنّه إنفرد بكلّ الأدوار رغم قلة خبرته بالتسيير الرياضي، هذا علاوة على أنّه سيّر الجمعية بـ «عنطزة» جلبت له الكثير من العداوات وعادت على الإفريقي بالوبال..
وتبقى أكبر عيوب سليم الرياحي أنّه «شخص الهيئة المديرة» بمعنى أنّه وظّف بعض المقربين إلى قلبه في حياته الخاصة، ومنحهم مناصب علنية وسريّة في الإدارة والحال أنّ هؤلاء «العباقرة» لا يفرّقون بين كرة القدم والأخرى المخصصة للعبة الرقبي..
والأغرب من كلّ هذا أنّه منح أحدهم (ونعني به مراد قوبعة) ملف الإنتدابات وكذلك وكيل اللاّعبين معز الشابي الذي «ناضل» من أجل إنتداب المدرّب الهولندي «كوستر» في بداية الموسم قبل أن ينجح مجددا في إعادة «الفاشل» «إيزيكال» إلى حديقة منير القبايلي ليلعب بأعصاب الجماهير هذا دون نسيان عناوين الفشل الأخرى التي هندسها قوبعة وساهمت في طعن الإفريقي في الظهر فنيا كما طعنت سليم الرياحي ماديا..
الرياحي وضع علامة «قف» في وجوه الكفاءات..
أمّا الهفوة الفادحة الأخرى التي إرتكبها الرياحي أنّه وضع علامة «قف» في وجوه بعض الكفاءات وأصحاب الخبرة في الإفريقي ولم يحسن التواصل معهم ظنّا منه أنّ أمواله لوحدها تمنعه من التواصل مع الجميع وستسمح له بالتربّع على عرش الكرة التونسية ثم الإفريقية، لكن هذه السياسة المتّبعة لم تعط أكلها وحكمت على الإفريقي بالخروج خالي الوفاض طيلة موسمين صرف فيهما سليم الرياحي عشرات المليارات التي لو توفرت معها الحنكة التسييرية والإنتدابات الموجهة والأجواء النظيفة لفاز الإفريقي بكلّ الألقاب الممكنة..
مليارات و«نجوم» في مهب الريح!
وما دمنا بصدد الحديث عمّن ورّطوا سليم الرياحي في عديد «الكوارث» لا بدّ من تصفّح «ألبوم» الفاشلين الذين حلّوا بالإفريقي ليثروا أرصدتهم البنكية لضمان تقاعد مريح بمليارات رئيس الجمعية..
فهذا سلامة القصداوي وماهر الحداد يضخ لأجلهما الرئيس 3 مليارات ولم يجن منهم الإفريقي إلاّ الوهم والسراب، وذلك فاتح الغربي يحصد الملايين وهو عاطل عن العمل شأنه شأن الحارس «البطّال» سليم الرباعي.. هذا دون نسيان لغز الأجانب «تاغوي» و«ماليك توري» و«جون مبينزا» وقبلهم الجزائري خالد لموشية وعمّار الجمل الذين لهفوا المليارات «وفصّ ملح وذاب»..
أمّا عن «الباندي» خالد القربي فلا تسأل، فقد فرش له سليم الرياحي الحديقة (أ) بالملايين ليفيد الإفريقي، لكنّه لم ينجح في كشف مواهبه الفنية وبرع إلاّ في الملاكمة والبونية والخنيفري والوقاحة.. على غرار «إيزيكال» الذي لم يتعظ المسؤولين من فشله الأوّل في عهد جمال العتروس بل إنصاعوا لأوامر الوكيل معز الشابي ليعود مجدّدا إلى الإفريقي بثمن يفوق المليارين على إمتداد 3 سنوات ومن ثمّة تجنّد هذا المهاجم إلى إهداء الأحباء كلّ «ويكاند» مرض السّكري و«غلظ الدم» خاصة بعد «اللوك» الجديد الذي ظهر به في بنزرت.. وحتى أغلى لاعب في الإفريقي ونعني به النجم الجزائري عبد المؤمن دجابو «دلّول» سليم الرياحي فرغم إمكاناته التي لا يتجادل حولها إثنان، ورغم «القاوق والهيلمان» اللّذان أحيط بعملية قدومه، ورغم حصوله في نهاية كلّ شهر على جراية تقدر بنحو 144 ألف دينار بالعملة التونسية، فإنّ وجوده لم يكن فاعلا بالشكل المرجو لدى أحباء الإفريقي..وهو ما يعني أنّ هذه المليارات طارت كلّها في مهب الريح..
هكذا يتمّ كسب المعركة؟
هذه هفوات سليم الرياحي وإدارته، وما عليه إلاّ إستيعاب الدروس منها والإحتكام مستقبلا إلى أصوات العقل والحكمة والخبرة في التسيير الرياضي مقابل إقصاء المنبطحين والمتمعشين و«الرهدانة» إن كان يرنو فعلا إلى كسب المعركة ضدّ معارضيه وإخراس أصواتهم والنجاح مع الإفريقي في موسمه القادم إذا ما حاز مجددا على ثقة أحباء الإفريقي الذين لا ينكرون سخاء الرياحي تجاه جمعيتهم، كما يجزمون أنّ بعض «الكبايرية» تجاوزتهم الأحداث ولم يعد بحوزتهم إلاّ الكلام الرنّان وحبّ لم يعد يكفي لصنع نجاحات الإفريقي..

الصحبي بكار